من خلف القضبان.. أصوات إيرانية تهتف: "لا للإعدام.. نعم للحياة والحرية"

من خلف القضبان.. أصوات إيرانية تهتف: "لا للإعدام.. نعم للحياة والحرية"
احتجاجات ضد الإعدام في إيران - أرشيف

داخل زنازين تغيب فيها الشمس وتُخنق فيها الكلمات، تتردد كل ثلاثاء هتافات تلامس جدران الخوف: “لا للإعدام.. نعم للحياة، نعم للحرية”.

ليست شعارات عابرة، بل جزء من حركة احتجاجية هي الأطول في تاريخ السجون الإيرانية، حيث يصرّ مئات السجناء السياسيين على مقاومة آلة الإعدام بوسائل رمزية، رغم التهديد والضرب والقتل، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم الثلاثاء.

"الثلاثاء لا للإعدام" هي حملة انطلقت من رحم القهر، وها هي تدخل أسبوعها الـ79، بعد أن تحوّلت إلى صرخة وطنية عابرة للزنازين، تحشد التضامن داخل 48 سجنًا في أنحاء البلاد.

سيف الدولة على رقاب الأمل

منذ تولّي الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان الحكم، سجلت البلاد ما لا يقل عن 1477 حالة إعدام في عام واحد فقط، أرقام صادمة وثّقتها منظمات حقوقية وندّد بها نشطاء داخل السجون وخارجها.

سجن قزل حصار، أحد أكثر السجون شهرة في إيران، كان مسرحًا لهجوم دموي شنته قوات السجن والمخابرات ضد نواة حملة "الثلاثاء لا للإعدام".

أُعدم اثنان من أبرز أعضائها فجراً، دون محاكمة عادلة، دون وداع لعائلتيهما، ودون لحظة وداع أخيرة.

الهجوم.. والرد بالمقاومة

وفق البيان الصادر عن أعضاء الحملة، اقتحم أكثر من 100 عنصر من حراس السجن الوحدة الرابعة الخاصة بالسجناء السياسيين، وقاموا بتكبيل السجناء وسحبهم إلى زنازين انفرادية بعد تغطية رؤوسهم بأكياس سوداء.

في سجني قرتشك وطهران الكبرى، أقيمت مراسم تأبين رمزية، وواصل السجناء ترديد شعاراتهم الأسبوعية، متحدّين آلات التعذيب والعزلة والتنكيل.

في سجن لاكان برشت، صدرت أخيراً أحكام بالإعدام بحق ناشطين أبرزهم السجين السياسي يعقوب درخشان، المعتقل سابقًا بتهمة "الدعاية ضد النظام".

وفي أقل من أسبوع، أُعدم أكثر من 20 شخصًا في سجون متفرقة، بينهم مدنيون اتُهموا بتهم غامضة أو بعد محاكمات هزلية.

يقول البيان: "النظام لم يعد يخفي نواياه.. رئيس السلطة القضائية نفسه أعلن عن اعتقال أكثر من 2000 شخص خلال 12 يوماً فقط، هذا ليس استقراراً.. هذا ترهيب ممنهج."

نداء من داخل الجحيم

يصف السجناء ما يجري بأنه محاولة "لزرع الرعب وإسكات المجتمع"، لكنهم مصرون على التمسك بمطالبهم في العدالة والكرامة وحق تقرير المصير.

ويختم البيان بنداء موجّه للعالم: "لا تتركوا أصواتنا تموت في الزنازين. لا تتركوا عائلات المعدومين وحدها. إن سرّ النصر على الاستبداد والرجعية يكمن في التضامن ووحدة الضمير الحر، داخل السجن وخارجه".

"الثلاثاء لا للإعدام" هي مبادرة بدأت عام 2023، وشارك فيها سجناء من خلفيات سياسية وحقوقية مختلفة. 

تنظم الحملة أسبوعيًا وقفات رمزية داخل السجون الإيرانية، وتصدر بيانات احتجاجية رغم كل القيود، بهدف تسليط الضوء على موجات الإعدام المتصاعدة في إيران.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية